عملنا المسرحي يتطور حاليا من خلال الارتجال على فكرة بحثنا المعنون بـ : الصدمة، والذي يتألف من 18 موضوعة، عُمِلَ على كل منها على أساس فردي وجماعي . وحيث تتصل بالتداعيات المؤلمة والصادمة، الناتجة عن الاحداث الكبيرة التي استمرت على امتداد عقود من الاعوام وما زالت تستمر في هذه البقعة من العالم، وانعكاس الاثر الرجعي لكل ذلك على الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني ، الذي ما زال يعيش داخل اثر هذه الصدمات يوما بعد يوم
.........................................................................................................................................................................................................................................................
هذه الفكرة تولدت في اللحظة التي سألت بها صديق مقرب لي، عن ماذا تريد ان تتكلم؟ ما هو الشيء الذي يشغل بالك باستمرار؟ واجاب: اريد ان اشعر! ادرك الامور، اكون شخص مسؤول، اتمم مسؤلياتي بشكل طبيعي! في تلك اللحظة، العديد من الافكار والاسئلة تراكمت في رأسي. وخلال ساعتين من النقاش المستمر، توصلنا الى موضوعة مهمة تتصل بقوة في حالتنا العامة كاشخاص وكمجتمعات؛ الصدمة.
منذ ذلك اليوم ونحن نمضي في بحثنا كمجموعة "كركعة" في داخل مجتمعنا. مجتمعنا الذي اختبر الصدمة من خلال مستويات مختلفة من الاحداث المفصلية، والتي تسببت لنا بحالة واضحة من الجمود والاستهلاك للزمن
خلال اهم المحطات التي اختبرها المجتمع الفلسطيني في القرن الاخير، من انتداب بريطاني ، احتلال اسرائيلي، الانتفاضة الاولى ، اتفاقية اوسلو، تأسيس السلطة الفلسطينية، اختلاف الاراء في خطوات القيادة الفلسطينية في ما يتعلق بمسيرة القضية سوائا في الشارع الفلسطيني او او داخل اعضاء منظمة التحرير، واضف الى ذلك الانتفاضة الثانية. اصبح الفلسطينيون بشكل واضح مجتمع غير منتج بسبب ما تعرضو له خلال "عقيدة الصدمة" التي مارستها بعض من المؤسسات والحكومات الاستعمارية عليهم. وخصوصا في ما يتعلق بمسيرتهم النضالية
خلال ابحاثنا مررنا على العديد من الابحاث المرتبطة، ومنها " عقيدة الصدمة " لناعومي كلاين والذي يرتبط بشكل كبير بموضوعنا. هذه الابحاث السياسية العالمية زودتنا بدَفعة قوية للذهاب للمستوى الثاني من البحث والذي يرتبط بالافراد الذين تأثرو بشكل واضح بهذه السياسات.
في عملنا هذا ننوي استخدام اسلوب مسرح المختبر، لنحرك كل هذه الصدمات خارج لاوعينا وننقلها مباشرة الى المسرح. حيث انه وبهذا الاسلوب سيتسنى لنا رؤيتها بشكل اوضح، مما يساعد في ايجاد طريقة للتعامل معها. واضف الى ذلك ، الدفع باتجاه ادراك اهمية الخطة الجمعية؛ ليس فقط كمؤسسات او سلطات، وانما ايضا كأفراد في الشارع الفلسطيني والذي سيساعد ايضا في تحديد كيفية التعامل مع الآتي.
ربيع حنني